تأثير قرارات الاحتياطي الفيدرالي على سوق العملات المشفرة في 2025
مقالات


بالرغم من أن العملات المشفرة قد تبدو وكأنها بعيدة عن تأثيرات البنوك المركزية، إلا أن الحقيقة تشير إلى عكس ذلك. مع تزايد ارتباط العملات المشفرة بالأسواق المالية العالمية، أصبح من الواضح أن تقلبات أسعارها تتأثر بشكل كبير بسياسات الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي.
قام الاحتياطي الفيدرالي بتقليص أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في ديسمبر الماضي، مما شكل مفاجأة للأسواق عندما قام بتعديل توقعاته لعام 2025، حيث أشار إلى أنه يتوقع تخفيضين فقط بدلاً من الأربعة التي كانت متوقعة سابقًا. تعكس هذه الخطوة ثقة البنك المركزي في قوة الاقتصاد الأمريكي، لكنها في الوقت نفسه تعكس قلقه من مستويات التضخم المرتفعة.
بالإضافة إلى ذلك، اتخذ الاحتياطي الفيدرالي قرارًا بالاستمرار في تشديد السياسة النقدية من خلال تقليص ميزانيته عبر بيع الأصول، مما يزيد من الضغوط على السيولة. تشير هذه القرارات إلى بيئة مالية أكثر تشددًا قد تؤثر سلبًا على أسواق العملات المشفرة. ومع ذلك، يظل البيتكوين، باعتباره العملة المشفرة الرائدة والأكثر أهمية، أكثر قدرة على التكيف في مثل هذه الظروف مقارنةً بالعملات البديلة، حيث يُعتبر استثمارًا أكثر أمانًا في ظل تقلبات السوق.
شهدت أسعار العملات الرقمية، وخاصة بيتكوين، انخفاضًا كبيرًا في الأيام الأخيرة، نتيجة لمخاوف التضخم والتقلبات في السياسة النقدية الأمريكية. انخفضت قيمة بيتكوين بنسبة 5%، بينما تراجعت إيثيريوم بنسبة 8.5%. كما شهد مؤشر CoinMarketCap 100 Index، الذي يقيس أداء أكبر 100 عملة رقمية، انخفاضًا بنسبة 6.80% خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.
يُرجع المحللون هذا الانخفاض إلى المؤشرات الاقتصادية التي تدل على استمرار التضخم، بالإضافة إلى تصريحات بعض المسؤولين الأمريكيين بشأن تشديد السياسة النقدية. من المتوقع أن تبقى العملات الرقمية عرضة للتقلبات في ظل انتظار المستثمرين لعدد من الأحداث الاقتصادية المهمة هذا الشهر، مثل بيانات التضخم ومحضر اجتماع الاحتياطي الفيدرالي.